الأولى و الأخيرة

الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا

أصل تكبيرات العيد بالصيغة المصرية وعلاقتها بالإمام الشافعي وحكم الشرع فيها

موقع الصفحة الأولى

يحتفل المسلمون بعيد الفطر المبارك، ومن مظاهر احتفالاتهم تكبيرات العيد، وهو سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، استنادا إلى قول الله عز وجل في كتابه الحكيم بعد آيات الصيام: ﴿وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ علَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: 185]، وفي الآية الكريمة حُمِل التكبير في الآية على تكبير عيد الفطر، ويبدأ التكبير في عيد الفطر من وقت رؤية هلال شوال، أي مع غروب شمس آخر يوم من رمضان، استنادا لقول ابن عباس: "حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا"، وينتهي التكبير في الفطر بخروج الإمام إلى الصلاة.

 

الصيغة المصرية المشهورة للتكبير في العيد

ولدى الشعب المصري صيغة مشهورة لتكبيرات العيد، وتعود المصريون منذ مئات السنين على ترديدها في كل عيد، رغم دعوات البعض بأنها بدعة ولا يجوز قولها في العيد، وهي الصيغة التي تقول: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا».

دار الإفتاء المصرية: لا يوجد مانع شرعي

وقالت دار الإفتاء المصرية، في عدة فتاوى، منها الفتوى رقم 492 بتاريخ 02 يناير 2006، ورقم 2966 بتاريخ 17 ديسمبر 2008، إنه لا يوجد مانع شرعي من التكبير بهذه الصيغة المذكورة، طالما الناس استحسنوها وتعودوا عليها بما يوافق الشرع، لأن الأمر بالتكبير ورد بشكل مطلق في القرىن الكريم: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: 185]، ولذلك من يدعى أن قائلها مبتدعٌ فهو إلى البدعة أقرب، بسبب تضييقه ما وسَّعه اللهُ تعالى والرسول عليه الصلاة والسلام، وقيَّد المطلَق بلا دليل.

 

أصل الصيغة المصرية المشهورة لتكبيرات العيد

والصيغة المصرية لتكبيرات العيد، قديمة من قبل الإمام الشافعي، والدليل على ذلك أن الإمام الشافعي حينما قدم إلى مصر سنة 199 هـ، وجد المصريين مستقرين على التكبير بهذه الصيغة، ويكبرون بها في العيدين، ما يعني أن لها مدة كبيرة قبل مجيئه إلى أرض الكنانة، حتى استقر العمل بها في الديار المصرية.

كما أن الإمام الشافعي لم ينهِ عن هذه الصيغة، ولم يعترض عليها، إنما استحسنها، وهو رحمه الله كان معروفا بتمسكه الشديد بالسنة النبوية وحرصه على اتباعها.

وكان المصريون يقولون صيغة تكبيرات العيد: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون»، واكتفوا بها حتى ما بعد زمن الشافعي، ثم أضافوا لها الصلاة على النبي، بصيغة: « اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا». 

تم نسخ الرابط