الأولى و الأخيرة

انضم لصفوف المقاومة عام 1969

فرانكو فونتانا.. قناص إيطالي أزعج الموساد ومات يحلم بتحرير فلسطين ✌️

موقع الصفحة الأولى

الإسم: فرانكو فونتانا ‏

تاريخ الميلاد: 9 ديسمبر 1933

المؤهل: دراسة الفن 

الوظيفة: صحفي

لم يكن العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة ومقتل وإصابة عشرات الألاف من أنباء الشعب الفلسطيني، شرا في مجمله، وإنما فتح بابا جديدا للأمل في تحرير الأرض العربية المحتلة، ولفت أنظار العالم لنصرة القضية ودعم الحق الفلسطيني.

فالإيمان بعدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب في تحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي، لم يكن يوما حكراً على الفلسطينيين أوالعرب، بل كانت ولا زالت قضية عالمية، تعاطف معها ومع شعبها كثيرون من كل أنحاء العالم.

كما سجل التاريخ تضحيات وبطولات قام بها اشخاص من جنسيات مختلفة، انضموا للمقاومة الفلسطينية للدفاع عن قضية العرب العادلة، وكان من ابرزهم، الصحفي والمصور الإيطالي فرانكو فونتانا، الذي ترك القلم وقاتل في صفوف المقاومة الفلسطينية لأكثر من 22 عاماً.

بحث فرانكو فونتانا في جذور القضية كصحفي وتوصل إلي قناعتة بالحق العربي وعدالة القضية الفلسطينية، وعرف انها تستحق الانضمام إليها، فقرر في عام 1969 الانضمام الي صفوف المقاومة، ولأنه لم يستطع دخول أرض فلسطين، انضم وقتها إلى مخيمات المقاومة الفلسطينية في بيروت.

جوزيف ابراهيم

وصل إلى لبنان في عام 1969، لينضم للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وشارك في عملياتها التي انطلقت ضد إٍسرائيل من جنوب لبنان، وقد عُرِف عنه دقة تصويبه باستخدام راجمات صواريخ الكاتيوشا، واتخذ اسما حركيا هو "جوزيف ابراهيم" وهو ما أزعج جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي كلف وحدة خاصة من الموساد للقبض عليه أو تصفيته.

ولد فرانكو فونتانا لعائلة ميسورة، في مدينة بولونيا الإيطالية، مدينة المثقفين والشوارع الأنيقة، عام 1933 ودرس الفن، وبعد اتخاذ قراره بنصرة فلسطين، باع جميع ممتلكاته وتبرع بثمنها للمخيمات الفلسطينية. 

وفي هذا الصدد يقول نجله ماسيمو: سألت والدي ذات يوم عن الشعب الفلسطيني وعن قضيته وعن سر هذا التأييد للقضية الفلسطينية، فأجاب: ظلم وعدالة وحرية.

بعد اجتياح لبنان في عام 1982، وخروج منظمة التحرير الفلسطينية منها، عاد فرانكو للاستقرار في إيطاليا، لكن قلبه بقي معلقا برفاق السلاح، فسعى في عام 2015 للعودة إلى لبنان، وجاب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فيها، للبحث عن من بقي من رفاقه، وزيارة قبور من ماتوا منهم، فتحدث المفارقة  ويموت فرانكو فونتانا بسكتة دماغية اثناء هذه الرحلة. 

وصية المناضل

 

سعت السفارة الإيطالية لإعادة جثمانه لوطنه، إلا انهم وجدوا في وصيته بأن يتم دفنه في فلسطين، أو في أحد مخيمات اللاجئين في لبنان.

فقد كتب فرانكو فونتانا في وصيته: قد أموت ولا أرى تحرير فلسطين، ولكن أبنائي أو أحفادي حتماً سيرون تحريرها، وعندها سيعرفون قيمة ما قدمته لهذه الأرض الطيبة، ولهذا الشعب الصلب.

أقيمت له جنازة مهيبة، نظمتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وفاءً له، تقدمها نجلاه، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وعدد من رفاقه في المقاومة الي جانب المئات من أبناء الشعب العربي..

في كلمةٍ له خلال الجنازة، قال نجله ماسيمو فونتانا: لم نخسر مناضلاً ضد الظلم ومن أجل الحرية، بل أيضاً خسرنا مفسراً دقيقاً للقضية الفلسطينية وعدالتها

ودفن فرانكو فونتانا في مقبرة الشهداء في مخيم شاتيلا، بناءً على وصيته، بالقرب من الأرض التي أحبها وناضل لأجلها.

تم نسخ الرابط