الأولى و الأخيرة

حلم راود عبدالوهاب وزكريا أحمد

«كابوس» تلحين القرآن الكريم يطارد الفنان أحمد حجازي في المحاكم

موقع الصفحة الأولى

تحول الحلم الذي راود كبار الموسيقيين، إلي كابوس يطارد الملحن أحمد حجازي، الذي عوقب بالحبس 6 أشهر وكفالة 2000 جنيه، بتهمة ازدراء الأديان، بحسب الحكم الصادر ضده من محكمة النزهة، بعد ظهوره في مقطع فيديو وهو يقرأ القرآن على ألحان العود.
وأثار الملحن أحمد حجازي، الذي يملك أكاديمية لتعليم الموسيقى والإنشاد الديني، حالة من الاستياء والجدل، بعد ظهوره في مقطع فيديو متداول على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وهو يتلو الآية 81 من سورة يس (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)، على أنغام العود.
واعتبر كثير من المتابعين علي فيس بوك، أن ما قام به أحمد حجازي هو استهزاء بالقرآن الكريم ولا يجب أن يمر دون عقاب.


اعتذار حجازي


وبعد تزايد حالة الغضب، أعلن الملحن أحمد حجازي عن اعتذاره عما بدر منه، قائلا في بيان له: "أعتذر أنا الموسيقار أحمد حجازي إلى كل الغيورين على القرآن الكريم، وفي مقدمتهم الأزهر الشريف ونقابة قراء القرآن الكريم ومشيخة عموم المقارئ المصرية، وإلى مسلمي العالم عن الخطأ الذي وقعت فيه".
وأكد "أن القرآن الكريم له قدسيته ووقاره وجلاله، ولا يجوز أن يلحن منه شيئا على الإطلاق، فهو كلام الله عز وجل ودستورنا السماوي المعجز، وما كنت أقصد المعنى الذي ظهر في المقطع المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعى"، إلا أن اعتذار حجازي لم يعفه من العقوبة.


حلم قديم للموسيقيين


تلحين القرآن حلم استحوذ علي عقول كبار الملحنين والفنانين علي مدي عقود طويلة مضت، كان من بينهم الشيخ زكريا أحمد، والموسيقار محمد عبدالوهاب، وكذلك الفنان عبدالحليم حافظ، وتم طرح القضية بين كبار الفنانين إلا أن الأزهر كان حاسما وأعلن رفضه للفكرة تماما.
الشيخ زكريا أحمد علل طلبه لتلحين القرآن الكريم، بأنه يستهدف حفظ المقامات العربية من النسيان بموت روادها، مع الحفاظ علي وقار وقدسية القرآن.
أما موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فقد عرض الفكرة على صديقه عبدالحميد عبدالحق وزير الشئون الدينية والأوقاف، شارحا موقفه بأنه يرى أن يكون في التلاوة عقلانية إلى جانب الروحانية، فيفكر الإنسان في كل آية وكيف تقال، خاصة أن هناك آيات متجاورة مختلفة المعاني كآيات الوعد بالجنة والوعيد بالنار والآيات القصصية.
ويفرق عبدالوهاب بين التجويد والتلحين، فالتجويد مد الحروف الزمني لتنطق واضحة، أما التلحين فو إعطاء الآية ما يناسبها من معنى، لم يستعمل الآلات الموسيقية وإنما أوضح حق كل كلمة من اللحن المناسب لكي لا يترك الأمر للارتجال حسب مزاج كل مقريء، ومع ذلك لم تر الفكرة النور، وتصدي لها المجتمع بالرفض.


تباين الأراء


الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، أول نقيب لقراء ومحفظى القرآن الكريم في مصر، كان يرى أن القرآن له أحكام لتلاوته وهو مُلحن بطبيعته، لكن لا يجوز إدخال الآلات عليه، حسبما ذكر في حوار تلفزيوني له، عندما تم طرح عليه المذيع سؤال حول رأية في القضية التى اثارها عبدالوهاب.
وبالطبع فإن كل شيوخ السلفية رأوا أن التغني بالقرآن أي تحسين الصوت جائز، أما تلحينه فهو حرام شرعا.
أما كوكب الشرق أم كلثوم، قالت في حوار لمجلة الهلال عام 1970، أنه من الأفضل غلق قضية تلحين القرآن، لافتة الي أن القرآن أكبر من أي موسيقى، مؤكدة أن موسيقى القرآن "النورانية" تكفي لبث الهيبة في قلوب المسلمين.
بينما رأي الفنان عبد الحليم حافظ، أن يجلس عشرة ملحنين فقط مشهود لهم بالكفاءة، ثم يلحنون الأجزاء حتى لا نسمح لكل ملحن أن يضع تجاربه في آيات الله، ومع هذا فطريقة التجويد عند المقرئين لا تعجبني، فإذا كان ولا بد يتلى القرآن بلا تجويد.
ورغم حالة الغضب، والانتقادات الموجهة لتلحين القرآن بالالات الموسيقية، هناك فيديو شهير لفرقة موسيقية من إندونيسيا علي موقع اليوتيوب يغنون آيات من سورة الحجرات، الأمر الذي يثير استياء الكثير من أداء هذه الفرقة.
 

تم نسخ الرابط