و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

برعاية أمير المدينة المنورة

تركي آل الشيخ يعلن تدشين تجربة "على خطاه" لمحاكاة درب النبي

موقع الصفحة الأولى

أعلن المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه، في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن تفاصيل مشروع جديد بعنوان "على خطاه"، والذي يحاكي درب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خلال الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة.

ونشر آل الشيخ في منشوره على فيس بوك، صورة للمشاركين في حفل اطلاق المشروع وعلق قائلا "برعاية كريمة من سمو أمير منطقة المدينة المنورة وبالتعاون مع الهيئة العامة للترفيه.. تم تدشين تجربة "على خطاه" ابتداءً من شهر نوفمبر 2025.

إطلاق تجربة "على خطاه"

ومن جانبه أعلن الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير المدينة المنورة، أمس الإثنين عن إطلاق تجربة "على خطاه"، التي تحاكي الدرب التاريخي الذي سلكه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه خلال الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.

وأوضح أن الدرب يهدف إلى إحياء ذكرى هذا الحدث العظيم من خلال تمكين المستفيدين من تتبع خطى النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته مع التركيز على الجوانب التاريخية والروحية للهجرة.

حفل تدشين تجربة "على خطاه"

جاء ذلك خلال حفل تدشين تجربة "على خطاه" الذي أقيم في جبل أحد، بحضور المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA) وعدد من الوزراء و المسؤولين من الجهات الحكومية المعنية بهذا المشروع الكبير، وهي هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، ووزارة الحج والعمرة ووزارة السياحة، والهيئة السعودية للسياحة، ومركز برنامج جودة الحياة، وبرنامج ضيوف الرحمن وشركة صلة التي ستساهم في العمل جنباً إلى جنب مع الهيئة العامة للترفيه (GEA)، في إنجاح هذه التجربة التي من شأنها أن تكون وجهة مهمة من الوجهات التي ستصبح مقصداً للسياح من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف قائلا: "لقد أكرم الله هذه البلاد وأهلها وقيادتها بخدمة أطهر البقاع الإسلامية على وجه المعمورة، وتُعد خدمة الحرمين الشريفين وعمارتها من أهم الأولويات التي يتشرّفُ بها ملوك هذه البلاد ، وواجب يتفانون في أدائه تقربًا إلى الله، وأداءً لدورهم الريادي والقيادي في خدمة الإسلام والمسلمين، واتخذت الدولة السعودية كافة الجهود، وسخّرت جميع الإمكانات بما يوقر وسائل الراحة والطمانينة لضيوف الرحمن، ومن بين ذلك التوسعات الكبرى للحرمين الشريفين وتطوير الخدمات بهماوتيسير أداء المناسك، وإدارة مواسم الحج والعمرة بكفاءة واقتدار".

وأشار إلى : "أننا نقف اليوم بجوار جبل أحد، ذلك الجبل الذي قال عنه . النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "هذا جَبَلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّهُ"، وفي هذا الجَمعِ المُبارك نستذكرُ رحلة الهجرة النبوية الشريفة، تلك الرحلة التي لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل كانت حدثا فارقا في تاريخ الإنسانية".

وأكد على اننا نشهد مرحلة فريدة من العناية بالمدينتين المقدستين، وتطوير ما يحيط بهما من مواقع تاريخية؛ لتعزيز ارتباط الزوار بالسيرة النبوية العطرة، والمساهمة في إثراء رحلتهم وتعميق تجربة زيارتهم إلى المملكة العربية السعودية، بما ينسجم مع شريعتنا السمحة دون إفراط أو تفريط".

وأكد: "إن مشروع تطوير درب الهجرة النبوية، يُعد شاهدًا حيًا على ما توليه قيادتنا الرشيدة من اهتمام بالمواقع التاريخية، حيث يمثل هذا المشروع رؤية متكاملة تتناغم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، للعناية بالمواقع التاريخية المساهمة في تعريف الأجيال بقيم النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه خلال هجرته الشريفة".

لافتا إلى أن هذا المشروع يمتد على مسافةٍ تتجاوز 470 كيلومتر، ويتيح للزوار فرصة مميزة لتتبع خطوات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وزيارة المواقع التي ارتبطت بتلك الرحلة العظيمة، مستشعرين عبق التاريخ ومجد الرسالة كما يُسهم في تقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن تجمع بين الأثر الإيماني العميق للهجرة، وتعكسُ جزءًا من الثقافة الوطنية الأصيلة التي تميّزُ شعبالمملكة العربية السعودية.

وأضاف: "نشهد في المدينة المنورة، وكافة أنحاء المملكة، حراكًاً فاعلاً   في مختلف المجالات، ومن بينها العناية بالمواقع التاريخية، حيث يُعد مشروع تطوير درب الهجرة، جزءًا من مشروعات تأهيل وتفعيل مواقع التاريخ الإسلامي، والتي تقوم بتنفيذها مختلف الجهات الحكومية لتعكس جزءًا من رسالة المملكة الإنسانية التي تستند فيها إلى تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وثقافتِنا العربية العريقة، وقيمنا الإنسانية للدعوة إلى التعايش والسلام والاعتدال".

لافتا إلى إن هذه المشاريع الطموحة ليست مجرد تحسيناتٍ ماديةٍ فقط، بل يمتد أثرها المعنوي لتكون محوراً أصيلاً في نشر وتعزيز المفاهيم الإنسانية العظيمة، ولتعبر عن جزءٍ أصيل من الرسالة السامية في خدمة ضيوف الرحمن والمهتمين في تتبع التاريخ والتراث، مع التمسك بثوابت ديننا القويم".

واختم كملته بالثناء على الجهود والتعاون البنّاء الذي تبدله مختلف الجهات المعنية لإنجاح هذا المشروع قائلاً : "الشكر موصول لإمارة منطقة مكة المكرمة، ووزارة السياحة ووزارة الحج والعمرة، وهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة وبرنامجي خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة والهيئة العامة للترفيه التي قامت بجهد مميز في إنجاح هذا المشروع، وكل من ساهم في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، يتماشى مع مكانة المملكة، قلب العالم الإسلامي وراعية مقدساته مضيفا ان هذه فقط هي البداية، وسيتبعها مشاريع وأعمال مستقبلية تدعم حراك المدينة المنورة في تطوير المواقع التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية".

الإعداد للتجربة

من جانبه قال المستشار تركي آل الشيخ في كلمته إن هذه التجربة التي جرى الإعداد لها منذ وقت مبكر تأتي إبرازا وتعريفاً بتاريخ المملكة وحضاراتها العريقة، لتهيئة المواقع التاريخية والتراثية وتطويرها وفقاً لأعلى المعايير العالمية.

وكشف آل الشيخ عن تعزيز وترسيخ هذا الإرث الحضري والإسلامي، ليُضاف هذا الإنجاز إلى سلسلة الإنجازات التي يفتخر بها وطننا الغالي، موضحاً أن مسيرة الدرب الذي سيتم افتتاحه في نوفمبر المقبل ويستمر لمدة ستة أشهر ، تم تحديدها بالعودة إلى المصادر التاريخية المعتمدة بالتعاون مع الجهات الرسمية ذات العلاقة.

تفاصيل المشروع

وبحسب تفاصيل المشروع، تصل مسافة الدرب التاريخي إلى 470 كيلو متراً، متضمنة 41 معلماً تاريخياً، منها 5 مواقع لقصص الهجرة، يقدم فيها محتوى تفاعلي مشوق لزوار الدرب خاص بكل موقع وكل قصة مرتبطة به.

و للتيسير على الزوار الذين سيصلون إلى مليون زائر، تم إعداد 62 محطة منها 52 استراحة للخدمات في كل خمس كيلو مترات من الدرب، و 8 مخيمات فاخرة للمبيت ومنطقة رئيسية للمبيت في قباء تحتوي مراكز للرعاية الطبية وأكثر من 80 مطعماً ومتجراً، ومنطقة الجحفة، التي يوجد فيها أكبر متحف للهجرة النبوية.

وروعي في التجارب والأنشطة المصاحبة في كل تفاصيلها أن تمكن الزوار من الشعور بروح الرحلة الأصيلة حيث تعكس الأسلوب التقليدي للسفر في الصحراء، مع وجود تجارب مجموعة من ورش العمل ومحاكاة للأحداث التاريخية من خلال ميزة تصور الواقع المعزز في عدد من معالم الدرب بخيارات المشي سيراً على الأقدام في مجموعات أو عبر الإبل، أو من خلال سيارات خاصة. كما سيتم طرح الباقات في وقت لاحق.

وستبدأ تجربة الزائر من منطقة أسفل مكة بزيارة غار ثور وتنتهي بزيارة المسجد النبوي الشريف حيث ستكون مدتها من يومين إلى تسعة أيام مليئة بالمشاعر الإيمانية على خطى أشرف الخلق.

وضمن مراسم الحفل تم التوقيع على اتفاقية بين الجهات المشاركة من أجل الإشراف على هذا المشروع، وهم: هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة والهيئة العامة للترفيه ووزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة، وبرنامج ضيوف الرحمن، ومركز برنامج جودة الحياة، وشركة صلة.

يذكر أن هذا المشروع يأتي امتدادًا لحرص الدولة على تنمية المناطق والمشاعر المقدسة والمحافظة على المساجد والمواقع التاريخية وتعزيز الهوية الإسلامية، حيث تم إطلاق عددًا من المشاريع التنموية في المنطقة كمشروع رؤى المدينة، إضافة إلى عدد من المشاريع والتي تهدف إلى تطوير وإثراء تجربة ضيوف الرحمن، كمشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز لتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المحيطة به ومشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد.

تم نسخ الرابط