بسبب التناحر علي السلطة
إنهيار الدولة الأيوبية علي يد المماليك رغم نجاحها فى مواجهة الحملات الصليبية
ازدهرت الدولة الأيوبية في القرن الثاني عشر الميلادي فحكمت مصر والشرق الأوسط ، وكان أوج ازدهارها علي يد صلاح الدين الأيوبى الذى واجه الجملات الصليبية، وتمكن من الانتصار عليها، وتحرير بيت المقدس.
فقد نشأت الدولة الأيوبية، عام 569 هجرية، على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، واستمر حكمه لعشرين عاماً، حتى توفي سنة 589 هجرية، تاركا تاريخاً زاخراً بالإنجازات الداخلية والخارجية.
واستطاع صلاح الدين الأيوبي توحيد بلاد الشام ومصر، وقاد الجيوش لقتال الصليبيين ومواجهة حملاتهم، وحقق انتصاراتٍ عظيمة، من أهمها معركة حطين، ودخوله لبيت المقدس فاتحاً منتصراً، ولمّا توفي صلاح الدين الأيوبي كانت الدولة الأيوبية ذات قوة وسيطرة، وكانت تضم مصر، والشام، واليمن، وبلاد الحجاز، وأجزاء من العراق، وتركيا، وليبيا.
في مرحلة ما بعد صلاح الدين الأيوبى، بحسب معظم المراجع التاريخية التى تناولت هذه الفترة في التاريخ المصري، أدى الافتقار إلى الحكم المركزى وتحوله إلى هيكل شبه إقطاعى إلى المزيد من القلاقل.
الحملة الصليبية السابعة
وواجهت الدولة الأيوبية تهديدات خارجية خلال الحملة الصليبية السابعة، وفي وقت لاحق، تفاقمت الصراعات الداخلية.
ظهر الغرور لدى الأيوبيين بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي، فقد ترك دولة مكتملة الأركان، ولها نفوذ واسع، فضلا عن رواج اقتصادي، إلا ان التناحر علي السلطة كان السبب الرئيسي وراء انهيار الدولة الأيوبية .
كانت الدولة الأيوبية تضم مدنا وولايات متعددة تدين لها بالولاء وهو ما أصاب الحكام بالغرور، وكان مدعاة للتناحر بين الأمراء.
وقد أدى ذلك لتفكك العائلة الأيوبية، وانشغل الأيوبيين عن الجهاد وقتال الصليبين، وتركوا الهدف الأسمى للدولة الأيوبية الذي أقام صلاح الدين الأيوبي هذه المملكة لأجله.
قام الحكام الأيوبيين بالركض وراء الحكم والسلطة، فاستمرت الخلافات والنزاعات على الحكم لمدة ستين عاماً بعد وفاة صلاح الدين، ولم تكن هذه الانقسامات مجرد نزاعٍ سياسي، بل اتسمت الفترة اللاحقة علي صلاح الدين الأيوبي داخل الدولة الأيوبية بالقتل وإراقة الدماء ، ووصل الأمر ببعضهم إلى الاتحاد مع العدو ضد الدولة.
التناحر بين الأيوبيين
نشبت الحروب الداخلية بين الأيوبيين فكانت بمثابة الإيذان بنهاية الدولة الأيوبية وسقوطها، وبداية العهد المملوكي الجديد في مصر.
عندما وقعت البلاد تحت سيطرة السلطان توران شاة، قام بتضيع الحكم بجهله؛ فقد أخذه الغرور بعدما انتصر على ملك فرنسا لويس التاسع، وأنكر الجميل الذي أسداه له أمراء المماليك، ولم يحفظ ما فعلته زوجة أبيه شجرة الدر، فتخلصت منه شجرة الدر بمساعدة أمراء المماليك، وبعد وفاة توران شاه انتهى عصر الدولة الأيوبية في مصر.
ووفقا للمصادر التاريخية، كانت اللحظة المحورية عندما مرض السلطان الملك الصالح أثناء الحملة الصليبية على مصر التى باءت بالفشل وقد انتهى الأمر بوفاته ليتولى بعدها ابنه توران شاه الحكم غير أنه لم يستمر فى الحكم سوى 40 يوما فقط بعدما قتله المماليك وأدى ذلك إلى سلسلة من الأحداث المأساوية، بما في ذلك صعود المماليك في مصر وتراجع السيطرة الأيوبية في سوريا.
انتصر المماليك، وعززوا سيطرتهم على مصر ومعظم سوريا، مما أدى إلى نهاية نفوذ الأسرة الأيوبية، وبينما بقيت بقاياهم لفترة وجيزة في حماة وجنوب شرق الأناضول، استسلم الأيوبيون لمسيرة الزمن، واستسلموا لهيمنة المماليك وفي نهاية المطاف هيمنت الإمبراطورية العثمانية في القرن السادس عشر.