الأولى و الأخيرة

طرائف الصيام والصائمين

زعيم يصوم نيابة عن أهل قريته.. أبرز نوادر شهر رمضان فى التاريخ

موقع الصفحة الأولى

حفلت كتب العرب بقصص الطرائف والنوادر فى شهر رمضان والخاصة بالصائمين، فكان منها الحقيقية ومنها الخيالية التى ألفها الظرفاء والساخرين.
ومن أشهر قصص ونوادر الصائمين فى شهر رمضان أن رجلا مسافرا دخل بلدة في نهار رمضان فوجد أهلها يأكلون ويشربون على الملأ، فسأل متعجباً: ألا تصومون شهر رمضان؟، قالوا: إن زعيم القرية يصوم عنا بالنيابة. 
فازدادت دهشة الرجل وذهب إلى بيت ذلك الزعيم ليستوضح منه حقيقة الأمر، لكنه وجد الزعيم جالساً وأمامه مائدة عامرة بالطعام والشراب ويلتهم منها التهاما. 
فتعجب الرجل وسأل الزعيم: كيف بك جالس تأكل في نهار رمضان، وقد قيل لي إنك تصوم بالنيابة عن أهل البلدة؟، فقال الزعيم: يا جاهل، الذي يصوم عن أهل بلدة كاملة، ألا ينبغي له أن يتسحر مرة كل نصف ساعة ليقوى على مواصلة ذلك العبء الثقيل؟
طرفة أخرى تقول، أن الخليفة العباسي المأمون كان سهران يتسامر في إحدى ليالي رمضان مع بعض مقربيه بمن فيهم القاضي يحيى بن أكثم الذي كان مشهورا بقساوة أحكامه القضائية.
وكان من بين الجلساء رجل من الظرفاء ادعى خلال المسامرة أنه يستطيع أن يأتي بمعجزات كالتي جاء بها الأنبياء.
فقال له الخليفة مجاريا إياه من باب الاستدراج: حسنا، لقد كانت لنبي الله إبراهيم معجزة هي أن النار تكون عليه بردًا وسلامًا. 
فسآمر الآن بإلقائك في هذه النار، فإن لم تمسك آمنا بك وبمعجزاتك.
فقال الرجل الظريف: بل اطلب معجزة أخرى ليس فيها نار يا مولاي.
الخليفة: فمعجزة من معجزات النبي موسى بأن تلقي عصاك هذه التي في يدك فتصير ثعبانًا، أو تضرب بها البحر فينشق.
الرجل: وهذه أصعب من الأولى، اطلب معجزة أخرى أسهل يا مولاي.
الخليفة: فمعجزة المسيح عيسى عليه السلام، وهي إحياء الموتى بإذن الله.
الرجل "رافعا عصاه عاليا": إني أقبل بهذه المعجزة يا مولاي، سأضرب رأس القاضي يحيى الآن بعصاي فأميته ثم أحييه أمامكم بعدها.
فنهض القاضي يحيى من مكانه مذعورا وتأهب للفرار من المجلس قائلاً: لا حاجة لك بهذا يا رجل! فأنا قد آمنت بمعجزاتك.
فضحك المأمون وجلساؤه، وأمر للرجل بجائزة وصرفه بعد أن نهاه عن الممازحة بالمعجزات.


جحا وتمر رمضان

ولأن شخصية جحا حاضرة فى كل نوادر العرب، فيحكى في قصص النوادر أن امرأة جاءت نهاراً إلى جحا قبل أيام قليلة على بداية شهر رمضان لتشترى منه تمرًا وطلبت أن يبيعها بالأجل، فوافق مبدئيا وأعطاها تمرة لتتذوقها فاعتذرت وقالت: إنى صائمة قضاء أيام كنت أفطرتها في رمضان قبل 5 سنوات، فخطف جحا التمرة من يدها وقال: والله لا أبيعك شيئا بالأجل! أتماطلين ربك 5 سنوات وتطلبين الشراء مني بالأجل؟. 
طرفة أخرى جاءت فى معظم كتب الطرائف الخاصة بشهر رمضان تقول، سأل رجل فقيهاً: لقد أفطرت يوما من أيام رمضان بعذر؟ فماذا أفعل؟
الفقيه: اقضِ يومًا مكانه وتصدق بصدقة؟
الرجل: حاولت أن أقضي، لكنني يومها أتيت أهلي وقد صنعوا ثريدا دسما فلم أستطع أن أقاوم إغراءه وأكلت منه متعمدا.
الفقيه: اقضِ يوما آخر.
الرجل: قد حاولت ثانية، لكنني يومها أتيت أهلي وقد صنعوا هريسة لذيذة فغلبتني شهيتي إليها وأكلت منها متعمدا أيضا‍.
الفقيه: كرر المحاولة يا بني إلى أن تقضي اليوم الذي عليك.
الرجل: كررتها عشرين مرة حتى الآن، وفي كل مرة تغلبني قوة إغراءات للطعام فأفطر. فما الحل؟
الفقيه: فالحل الوحيد هو ألا تصوم إلا ويداك مغلولتان إلى عنقك.
طرفة أخرى عن الصائمين فى شهر رمضان تقول، أن رجلاً رأى في منامه أنه قد ختم على أفواه الناس وعلى فروج الأزواج، فسأل عن ذلك ابن سيرين البصري الذي كان أشهر مفسري ومعبري الرؤى في زمانه، فقال له ابن سيرين: هذه الرؤيا التي رأيتها في منامك تعني أنك مؤذن وأنك أذّنت ذات مرة في رمضان قبل موعد طلوع الفجر، فمنعت الناس بذلك الطعام والجماع قبل الأوان.
فأقر الرجل بأن ذلك حصل فعلاً، مؤكدا أنه لم يكن قد أخبر أحدا مطلقا بأمر الخطأ الذي أدى إلى تبكيره في رفع أذان صلاة الفجر في ذلك اليوم.

تم نسخ الرابط