الأولى و الأخيرة

الدائمين استخدموه 293 مرة خلال 79 عاما:

حرب "الفيتو" تعطل صدور قرار لصالح العرب في مجلس الأمن

مجلس الامن
مجلس الامن

أرجأ مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع قرار مقدم من الدول غير الدائمين يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان إلى يوم غد "الإثنين 25 مارس 2024 " بدلا من السبت "23 مارس 2024" وذلك لانضمام الولايات المتحدة لمشروع القرار (وفقا لتصريحات منسوبة لمصادر دبلوماسية بالمجلس).
 

مجلس الأمن يطالب بالتصويت

ويأتي ذلك في أعقاب إحباط روسيا والصين باستخدام حق النقض "الفيتو" ومعارضة الجزائر على مشروع أمريكي يقضي بوقف الحرب وإدخال المساعدات لقطاع غزة ورفض قيام الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية بمدينة رفح الفلسطينية على الحدود المصرية ورفض التهجير القسري للفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن.

 مسرحية سياسية أصابت الأوروبي بالفزع 
 

ووصفت بكين وموسكو والجزائر المشروع الأمريكي بأنه "مسرحية سياسية" تمنح إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة مجازرها بحق الشعب الفلسطيني، رغم أن هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيه الإدارة الأمريكية على مثل ذلك القرار، الذي عرضته على حلفائها بمجلس الأمن في فبراير الماضي وأجرت عليه خمس تعديلات.
 

وفي الأثناء أعلن الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون على هامش اجتماعات الاتحاد الأوروبي عزم بلاده إعداد مشروع لتقديمه لمجلس الأمن "يتجاوز الدعوة إلى هدنة فورية"، فقد حان الوقت ليقرر مجلس الأمن وقف فوري لإطلاق النار وإيصال للمساعدات الإنسانية. موضحا أن باريس ستعمل على إعداد المشروع مع شركائها الأمريكيين والأوروبيين والعرب.
 

يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه الإتحاد الأوروبي لهدنة إنسانية فورية تؤدي لوقف مستدام لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن وتوفير المساعدات بشكل كامل وسريع وآمن، خاصة وأن هناك خطر مجاعة وشيك في قطاع غزة.. ودعا الاتحاد لاتخاذ إجراءات فورية تمنع نزوح مزيد من السكان وتضمن حماية المدنيين لشعوره بالفزع إزاء الخسائر غير المسبوقة في أرواح المدنيين والوضع الإنساني الحرج في القطاع.

 المشروع الأمريكي منافق 

وفشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار خاص بوقف الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة والتي وصفت من قبل الأوروبيين والأمريكان ودول العالم بأنها "حرب إبادة جماعية" وفي وصف أخر "مجزرة القرن" منذ السابع من أكتوبر 2023 يرجع بسبب استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو 4 مرات لمنع صدور قرار يدين إسرائيل ويقضي بالوقف الفوري للحرب على قطاع غزة، بينما استخدمته روسيا والصين مجتمعين مرة واحدة ضد المشروع الأمريكي لعدم نصه صراحة على الوقف الفوري للحرب.
 

أمريكا استخدمت حق النقض “الفيتو" في 18 من أكتوبر 2023 ضد المشروع البرازيلي، ثم عادت واستدمته مرة ثانية في الثامن من ديسمبر 2023 ضد المشروع الإماراتي وفي 22 ديسمبر 2023 ضد المشروع الروسي، وفي 20 فبراير 2024 ضد المشروع الجزائري.. وهي مشروعات تدعو لوقف العدوان وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن، لكن الإدارة الأمريكية بررت رفضها بأن هذه المشروعات لم تدين أحداث السابع من أكتوبر 2023 ولم تنص على حق إسرائيل الدفاع عن نفسها. 
 

وجاء الرد الروسي الصيني باستخدام ذات السلاح "الفيتو" يوم الجمعة الماضية (22 مارس 2024) مصحوبا باعتراض الجزائر على المشروع الأمريكي لأنه وفقا لرؤية المندوب الروسي بمجلس الأمن "مشروع قرار واشنطن الحليفة لإسرائيل، كان "منافقا" ولا يدعو بشكل مباشر إلى وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر"، فيما أكدت الخارجية الصينية دعمها لمجلس الأمن في اتخاذ المزيد من الإجراءات الهادفة إلى وقف الحرب في غزة بأسرع وقت ممكن. 
للعلم أنه خارج أسوار مجلس الأمن الدولي عقد وزير الخارجية الفلسطيني بحضور المجموعة العربية مؤتمرا صحفيا أعلن فيه رفض المشروع الأمريكي، وذات الرفض أعلنته الفصائل الفلسطينية بمتخلف اتجاهاتها وألوانها السياسية واعتبرته منحاز للكيان الصهيوني، وأنه يأتي في سياق الدعاية الانتخابية الأمريكية.
 

حرب الفيتو بدأت ولن تتوقف ضد العرب 
 

وفقا لمجريات الأحداث والتاريخ، فإن "الفيتو" سلاح سياسي ودبلوماسي تستخدمه الإدارة الأمريكية لحماية إسرائيل وليس حرصا على مصالح الشعب الفلسطيني، بل والشعوب العربية، وسلاح تعارض به روسيا والصين الانحياز الأمريكي.


ومنذ العام 1948، منذ نشوب الصراع العربي الإسرائيلي في أعقاب إعلان دولة إسرائيل والاعتراف بها دوليا و"حرب الفيتو" تعطل أي مشروع قرار لصالح القضية العربية وفي القلب منها فلسطين. 
 

فوفقا لإحصائيات مجلس الأمن فقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية "الفيتو" منذ العام 1972 فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي 51 مرة منها 46 مرة لحماية إسرائيل في صراعها مع العرب بما في ذلك الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان وكذلك ضم إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية، التي لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي واعترفت واشنطن رسمياً بالسيادة الإسرائيلية في عام 2019 على مرتفعات الجولان.
 

واستخدمته 36 مرة ضد مصالح الشعب الفلسطيني سواء بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 أو وقف العدوان كما حدث في عام 2018، عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على الفلسطينيين على حدود غزة أثناء مسيرات واحتجاجات بالذكرى الــ 42 ليوم الأرض ودعت الكويت رئيس مجلس الأمن في ذلك الوقت المجلس لإصدار قرار لدعوة إسرائيل لوقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني فاعترضت أمريكا، بل وحملت الفلسطينيين المسؤولية لمقتل 16 وإصابة 1416 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي.
 

وفي 2018، استخدمت أمريكا الفيتو ضد مشروع القرار المصري الذي رفض إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حاز مشروع القرار المصري على تأييد 14 دولة من أصل 15 في مجلس الأمن الدولي.
 

ولم تبتعد روسيا عن استخدام ذات السلاح في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها فقد استخدمته لنصرة العرب منذ العام 1954 (21 مرة) وتضامنت معها الصين 7 مرات.. فيما استخدمته فرنسا وبريطانيا منذ العام 1956 أربع مرات متضامنين معا، بخلاف تضامنهما مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد سوريا وليبيا والعراق وما يخدم المصالح الإسرائيلية على حساب الشعوب العربية.
 

ومنذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945 وحتى عام 2024 أي على مدى 79 عاما، بلغ عدد مرات استعمال حق النقض 293 مرة. استخدمه الاتحاد السوفياتي ووريثته روسيا 143 مرة، والولايات المتحدة 83 مرة وبريطانيا 32 مرة و فرنسا 18 مرة، بينما استخدمته الصين 16 مرة.
 

وحق النقض "الفيتو" يمنح الدول الخمسة دائمة العضوية والتي تمتلك أسلحة نووية وهم (الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة)، أو "حق الاعتراض" كما ورد في ميثاق الأمم المتحدة يمنح أي من الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن رفض أي قرار ولا يمرر نهائياً حتى وإن كان مقبولاً للدول الأربعة عشر الأخرى.. واعتمد هذا القرار ضمن مشروع تأسيس مجلس الأمن الدولي (أحد الأجهزة الستة للأمم المتحدة) الذي تأسس في أعقاب الحرب العالمية الثانية لتشجيع بعض الدول على الانضمام للأمم المتحدة

تم نسخ الرابط