الأولى و الأخيرة

موقع الصفحة الأولى

 شتان بين تجربة الدكتور على عبدالعال ومرزوق الغانم فى السياسة فالاول إختصر تجربته فى جملة واحدة " إما أن أكون الرئيس أو مش لاعب" والثانى منطلق ومتجدد مثل الحصان الجامح فى معترك السياسة.

جملة عبدالعال محت   تجربته الاولي والاخيرة بمنطق يؤكد رسوبه السياسي والنيابي .. فلا تقدير لدور البرلماني .. لم يقدم طلب احاطه او بيان او استجواب او سؤال .. رغم ان الساحة السياسة والنيابية اوسع و اكبر من الاطار الضيق لرئاسة المجلس فلا تجد وصف له سوي انه اصبح مثل  احد البطاله المقنعه بالمجلس يشبه الموظف الذي تم تعينه شفقه او مجامله يتمتع بالحصانه دون ان يؤدي أمانة الاصوات التي حصلت علي القائمة التي ضمت اسمه.. ليحمل حصانه بلا قضية او هدف او تمثيل شعبى ولم يترجم على الاقل إسم القائمة التى تصدر أسمها " القائمة الوطنية  من أجل مصر" الممثلة لوسط وشمال وجنوب الصعيد والتى ضمت 100 مقعداً موزعه على جميع محافظات وقطاعات الصعيد.

على عبدالعال أستاذ القانون أثبت ان لا يعرف أى شئ عن السياسة ودروبها ومعاركها ولا يقوى عليها وبالتالى كان إختياره خاطئ وتجربته درس لمن بيدهم الامر.

أضعف الايمان كان عليه ان يتقدم باستقالته ويترك ابن أخيه المرشح الاحتياطى له بالقائمة أشرف ربيع عبدالعال يأخذ فرصته لعله فلح ولكن لم يحدث هذا كما لم تتحرك اللجنه المعنية التى بيدها فصل عبدالعال من المجل لانقطاعه الدائم والمستمر لأكثر من ثلاث سنوات.

تجربة مرزوق الغانم

على الجانب الاخر وفى بلد شقيق نجد مرزوق الغانم يمر بنفس الظرف فبعد نهاية رئاسته لمجلة الامة الكويتى فى 6 أغطس 2023 كان الهجوم عليه من اعنف ما يكون وكان المخطط الذى تقوده عناصر الاخوان بالمجلس وبالخارج وهما الكتلة الاكبر هو ابعاد مرزوق الغان عن المشهد السياسى تماماً وليس فقط ابعاده عن رئاسة مجلس الامة الا ان مرزوق مرشح الدائرة الثانية بالكويت فاز بالمركز الاول بما حققه من نسبة أصوات بالمقارنه بمنافسيه ورغم إختيار أحمد السعدون لرئاسة المجلس الا ان الغانم بخلفيته السياسية وحنكته انضم لصفوف الاعضاء البالغ عددهم خمسون عضواً بمختلف تيارتهم يحمل العديد من القضايا ولم يصمت ولم ينزوى ولم يتقف عن السجال والجدال متمسكاً بدوره النيابى فى التعبير والمشاركة فى كافة القضايا وان تطلب الامر لمعارضته لقرارات رئيس الحكومة .. مستمراً بزهوه السياسى المعتاد ولبقاته و لغته الرصينه فى مناقشة أسخن القضايا .

وهو ما جعل رصيده السياسى يرتفع كالعاده رغم انه لم يكن دارساً للقانون فهو خريج كلية الهندسة ويبدو أن فكر المهندسين فى السياسة أقوى من فكر أساتذة القانون وبعيداً عن إنتماءه لاسرة سياسية وتجارية ببالدرجة الاولى بدولة الكويت الشقيقة الا انه قام ببناء مجد سياسي جديد ملئ ومزخم .. وهو ما جعله شخصية سياسية لسيت مرتبطة بمرحلة او حقبة معينه وهذه هى – الحنكة السياسية – المطلوبة بكوادرها .

الغانم ما واجهه من تحديديات وعواصف أظن أنه يخوض الانتخابات المقبلة والتى ستنعقد فى ابريل المقبل بات مؤهلاً للعودة لرئاسة مجلس الامة رغم أنف الاخوان واعوانهم.

الخلاصة أن السياسة .. القيادة بها تكمن فى اللعب باى موقع والتحرك بكل سهولة و حنكة طالما تمتلك المؤهلات والقدرات والامكانيات حتى تحقق الهدف لا أن "تتقمص" مثلما فعل عبدالعال وتقول أنا مش لاعب.

[email protected]

تم نسخ الرابط