الأولى و الأخيرة

يا بركة آل البيت

عندما خلع المصريون نعالهم في استقبال رأس الحسين

موقع الصفحة الأولى

يا بركة آل البيت.. يرتبط المصريون بقصة عشق مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وآل بيت النبوة الكرام، وهي علاقة حب متبادلة، حيث أوصى الرسول بمصر خيرا، ومن بعده، آل بيته إلى أرض الكنانة طلبا للأمان، وفيها دفن العديد من أقارب النبي، وعلى أرضها تنتشر مساجدهم وأضرحتهم المباركة، ليبادلهم أهل مصر حبا بحبا، ويعتادون على طلب البركة بزيارتهم والاستئناس بمجاورتهم، حتى عرفت مصر باسم المحروسة، أي التي يحرسها ويباركها آل بيت النبي رضوان الله عليهم.

فمصر هي التي دعت السيدة لها زينب بنت علي بن أبي طالب، حفيدة رسول الله، قائلة: "يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا".

وخلال شهر رمضان 2024، يعرض موقع الصفحة الأولى، مجموعة من قصص آل البيت في مصر، في حلقات على مدار الشهر الكريم.

 

مكان دفن الحسين بن علي

تختلف الأراء حول مكان دفن الحسين بن علي بن أبي طالب ورأسه الشريف، بين المدينة وكربلاء والرقة ودمشق وعسقلان والقاهرة، إلا أن الرواية الأقوى ترجح أن الجسم دفن في كربلاء، والرأس استقرت في مصر بعد رحلة طافت العديد من المناطق، حتى وصولها إلى عسقلان ودفنها في المدينة الفلسطينية حوالي خمسة قرون، ثم نقلها إلى مصر.

فبعد استشهاد الحسين ومعه 72 رجلا من أهله وأصحابه، قطع أحد قاتليه رأسه الشريف، وأعطاها إلى خولي بن يزيد، وجرى على أبواب دمشق لتخويف الناس، وظلت الرأس في خزائن السلام بدمشق، ثم نقلت واستقرت في مدينة عسقلان الفلسطينية لمدة خمسة قرون حسبما يؤكد الكثير من المؤرخين.

وصول رأس الحسين إلى مصر

وفي يوم الثلاثاء، 10 جمادي الآخرة 548 هـ، وصل رأس الحسين الشريف إلى موقعها الحالي في المسجد الشهير بالقاهرة، ودفنت في ضريحه، فبعدما هجمت الحملات الصليبية على الشرق كانوا ينبشون قبور المسلمين، وخاصة المعظم منها، فخشى الوزير الصالح طلائع بن زريك، الملقب بالملك الصالح، على رأس الحسين، فطلب من الخليفة الفائز بنصر الله الفاطمي، التفاوض مع بلدوين الثالث قائد الحملة الصليبية على عسقلان، على أن يدفع له ثلاثين ألف قطعة ذهب، مقابل الحصول على رأس الإمام ونقلها إلى مصر لإعادة دفنها.

ورحل الأمير الأفضل، ابن قائد الجيوش بدر الدين الجمالي، إلى عسقلان، وأخذ رأس الحسين من قبره هناك، وحمله على صدره، وكان ذلك يوم الأحد 8 جمادى الآخرة 548 ه، ووصل يوم الثلاثاء الموافق 10 من نفس الشهر، والذي وافق يوم 31 أغسطس عام 1153 م، وسار بالرأس الشريف، في موكب مهيب.  

 

استقبال المصريين لرأس الحسين

وخرج الخليفة الفائز، ومعه الصالح طلائع، في استقبال الرأس الشريف عند مدخل مدينة الصالحية، ويذكر أن المصريين خلعوا نعالهم، ولم يكن بينهم من ظل مرتديا نعله، زيادة في إجلال والاحتفال بمجيئ رأس سيدنا الحسين.

وكان الوزير الصالح طلائع بن زريك، قرر بناء مسجد مخصص لدفن رأس الحسين، وهو المسجد المعروف باسم الصالح طلائع، ويقع في ميدان بوابة المتولي خارج باب زويلة بمنطقة الدرب الأحمر، ولكن الخليفة الفائز بنصر الله الفاطمي، رفض أن يدفن فيه الرأس الشريف، وقرر دفنه في مشهد خاص داخل باب الديلم، وهو أحد أبواب القصر الفاطمي، في الضريح المعروف لسيدنا الحسين حتى الآن.

وبالغ الوزير طلائع بن رزيك في تزيين المسجد ونقوشه، كما بنى فيه صهريجا عظيما، وخصص له ساقية تحمل إليه مياه النيل عبر الخليج، ولكن بعد اكتمال بنائه، رفض الخليفة الفائز بنصر الله دفن رأس الحسين فيه، وصمم على دفنه في القصور الفاطمية الزاهرة، واختار له المكان المعروف في خان الخليلي حاليا.

 

مسجد الصالح طلائع

أما مسجد الصالح طلائع، فهو آخر المساجد المشيدة في العصر الفاطمي، وقبل وفاته ندم الصالح طلائع على بناء ذلك المسجد، بسبب الأموال الكثيرة التي أنفقت عليه، كما أن الغاية التي بنى المسجد من أجلها لم تتحقق، وهي دفن رأس الحسين فيه.  

تم نسخ الرابط