الأولى و الأخيرة

ميناء احتلالي لهجرة الفلسطينيين إلى أوروبا

خبراء : مقترح أمريكا للميناء الجديد تمديد للحرب و لإخراج معبر رفح من الخدمة أو ضربه

موقع الصفحة الأولى

 أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن مغادرة السفينة (الجنرال فرانك إس بيسون) قاعدة "لانجلي-يوستيس" في طريقها لسواحل قطاع غزة محملة بالمعدات الأولى لإنشاء رصيف مؤقت لتوصيل الإمدادات الإنسانية الحيوية للشعب الفلسطيني.. وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتزام واشنطن إقامة رصيف بحري عائم قبالة سواحل القطاع المطل على البحر المتوسط.. وقد أثار الإعلان الأمريكي تساؤلات عدة، وعلامات استفهام وتعجب كثيرة، خاصة وأن المقترح يحمل كثيرا من المتناقضات..


ففي الوقت الذي يحتاج فيه مليونين ونصف المليون فلسطيني بمحافظات القطاع الخمسة المساعدات الغذائية والطبية والانسانية بأقصى سرعة، خاصة وأن منهم نحو 576 ألف شخص بمحافظتي الشمال وغزة يعيشون المجاعة نتيجة الحصار المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي تسانده الولايات المتحدة الأمريكية.. أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن عملية البناء تستغرق 60 يوما ويشارك فيها ألف جندي.
التقديرات الأوروبية تتوقع أن ينقل الميناء حوالي 200 شاحنة فقط يوميا، علما ووفقا للمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية فإن القطاع يحتاج إلى نحو ألف شاحنة يوميا للوفاء باحتياجاته من الوقود والغذاء والدواء وخلافه من مستلزمات الحياة اليومية للإنسان.. ووفقا للمخطط الأمريكي سيتم تجميع المساعدات في ميناء لارنكا القبرصي الذي يبعد عن سواحل غزة حوالي 427 كيلو متر وتستغرق الرحلة عبر البحر نحو 15 ساعة.   
** الفصائل الفلسطينية ترفض المقترح.


وفيما تضامنت المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات والمملكة المتحدة " أي بريطانيا" مع الطرح الأمريكي انطلقت دعوات الرفض للمقترح ولكل أسبابه.
منظمة التحرير الفلسطينية قالت إن إدخال المساعدات لقطاع غزة لا يحتاج لرصيف بحري وإنما إدخال الشاحنات المكدسة في معبر رفح وهي كافية لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني بالقطاع.. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني قد أعرب خلال لقائه نظيره القبرصي رفض المقترح الأمريكي لنقل المساعدات للقطاع عن طريق ممرات بحرية، والحل يكمن في الوقف الفوري للعدوان والسماح للمساعدات بالدخول عبر معبر رفح ووصولها لشمال غزة وليس الاكتفاء بمناطق معينة..
ومن جانبها ترى حركة حماس أن المقترح يحمل تناقضات غير مفهومة ولا مبررة ولا مفسرة، ومن يستطيع بناء ميناءً عائما يمكنه فتح المعابر، وفي السياق يذكر أن الحركة سبق وطلبت تشييد ميناء بحري وسعت القاهرة لتشييده وقوبل الطلب والمسعى بالرفض.

بيان الفصائل الفلسطينية  


كما أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في بيانات لها رفضها للمقترح جملة وتفصيلا، والمطالبة بفتح معبر رفح وإدخال أكثر من ألفي شاحنة مكدسة إلى جانب فتح المعابر البرية الأخرى، وقالت الفصائل: الأجدر بالإدارة الأمريكية تسهيل إدخال المساعدات ووقف إمداداتها العسكرية للاحتلال.. وفي ذلك السياق يوضح خبراء العلوم السياسية والعسكرية أن الولايات المتحدة الأمريكية أمدت إسرائيل خلال عدوانها على غزة بأكثر من 250 ألف طن متفجرات، ومعدات عسكرية وذخيرة من خلال 280 طائرة شحن عسكرية و20 سفينة. 
** مجلس الأمن في خدمة إسرائيل.


ويلتقط خبراء العلوم السياسية والعلاقات الدولية خيط الحديث من الفصائل الفلسطينية مؤكدين أن إدارة بايدن تستخف بالعالم وتستخدم مجلس الأمن لخدمة إسرائيل. وأن المقترح الأمريكي يعني بقاء الحرب لفترة طويلة ومنح الاحتلال الضوء الأخضر لاجتياح رفح في ظل الدعم السياسي والعسكري الذي يصل لأربعة مليارات دولار سنويا..
ويذهب خبراء الشؤون العسكرية والاستراتيجية إلى جانبا آخر، وهو ارتباط الميناء العائم بتشجيع الفلسطينيين على الهجرة إلى أوروبا.. وهذا يتفق مع دعوة ساسة الكيان الصهيوني بتهجير أهالي قطاع غزة إلى مصر والأردن وتركيا ودول أوروبا..
ومن المأرب الأخرى "للميناء الاحتلالي" على حد وصف الخبراء إلغاء أي دور لمعبر رفح الذي تعتبره إسرائيل المدخل الرئيسي لأسلحة حماس وورقة ضغط على مصر بتقليل أهمية المعبر العربي الذي يقع تحت السيطرة المصرية الفلسطينية.. إضافة إلى تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني من خلال سياسة "التجويع والإطعام"، وإخراج حماس من المعادلة.
** تنديد دولي بالمقترح الأمريكي 
إلى هذا، وقد نددت كافة المنظمات الإغاثية والإنسانية الدولية بالمقترح الأمريكي إذ قال المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء "لم يطلب أحدا رصيفا بحريا وإنها المرة الأولى التي أسمع فيها أننا بحاجة لرصيف بحري " وخلال مؤتمر صحفي له بجنيف وصف المقترح بـ "الخبيث" ففي الوقت الذي تقدم فيه واشنطن الدعم المالي والذخائر والأسلحة لإسرائيل تعرقل كل المحاولات الدولية لاستصدار قرارا أمميا لوقف العدوان وإدخال المساعدات..
ومن جانبهم نبه موظفو الإغاثة إلى أن الممر البحري لن يكون بديلا للطرق البرية الأرخص والأسهل والأسرع إذا كان الهدف هو توصيل الإغاثة لسكان غزة.. مشيرين إلى أن المشكلة تكمن في توزيع المساعدات داخل غزة حيث تمنع إسرائيل إدخالها للشمال، وبطء دخولها بسبب عمليات التفتيش الإسرائيلية..
وفي الأثناء دعت وزير خارجية جنوب إفريقيا وقادة المنظمات الأممية إلى ضرورة فتح المعابر البرية الستة للقطاع بما فيها معبري رفح وكرم أبو سالم دون قيود وبطء من الجانب الإسرائيلي، وتشغيل طريق الأردن البري الذي يوفر مرور 100 شاحنة يوميا تنتهي مشكلة إدخال المساعدات بكافة أنواعها إذا ما رغبت واشنطن في دعم الشعب الفلسطيني مع دعم الوقف الفوري للعدوان .

تم نسخ الرابط