الأولى و الأخيرة

يا بركة آل البيت

السيدة زينب بنت علي.. سر دعاء أم العواجز للشعب المصري 🤲

موقع الصفحة الأولى

السيدة زينب بنت علي.. يرتبط المصريون بقصة عشق مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وآل بيت النبوة الكرام، وهي علاقة حب متبادلة، حيث أوصى الرسول بمصر خيرا، ومن بعده، آل بيته إلى أرض الكنانة طلبا للأمان، وفيها دفن العديد من أقارب النبي، وعلى أرضها تنتشر مساجدهم وأضرحتهم المباركة، ليبادلهم أهل مصر حبا بحبا، ويعتادون على طلب البركة بزيارتهم والاستئناس بمجاورتهم، حتى عرفت مصر باسم المحروسة، أي التي يحرسها ويباركها آل بيت النبي رضوان الله عليهم.  

فمصر هي التي دعت السيدة لها زينب بنت علي بن أبي طالب، حفيدة رسول الله، قائلة: "يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا".  

وخلال شهر رمضان 2024، يعرض موقع الصفحة الأولى، مجموعة من قصص آل البيت في مصر، في حلقات على مدار الشهر الكريم.

 

السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب

هي السيدة زينب الكبرى، بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجه، والسيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخت سيدي شباب أهل الجنة، الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين.

والسيدة زينب مولودة في حياة النبي في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة، وسماها جدها بذلك الاسم، إحياء لذكرى ابنته السيدة زينب رضي الله عنها.

وفي سن الخامسة تقريبا، توفى جدها رسول الله، ثلم لحقت به أمها السيدة فاطمة بعده بستة أشهر، وكانت قد أوصتها قبل وفاتها بشقيقيها الحسن الحسين، برعايتهما وصحبتهما، وأن تكون لهما أما بعدها، وتزوجت السيدة زينب من الصحابي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وانجبت له جعفر وعلى وعون الأكبر وأم كلثوم وأم عبد الله، رضي الله عنهم أجمعين.

وكانت السيدة زينب معروفة بعقلها وحكمتها، كما كانت مشهورة ببلاغتها وشجاعتها الشديدة، وكانت صوامة قوامة، وشهدت والدها الإمام علي يخوض العديد من المعارك، مثل الجمل وصفين النهروان، حتى استشهد عام 40 ه.

السيدة زينب تشهد كربلاء

ورافقت السيدة زينب شقيقها الحسين بن علي في رحلته إلى العراق، للجهاد ضد ظلم يزيد بن معاوية، وذهبت معه إلى كربلاء، والتي شهدت فيها الفاجعة الكبرى التي حدثت لآل البيت الكرام المطهرين، وحضرت يوم عاشوراء، والذي استشهد فيه شقيقها الحسين، وابناؤها، ثم رأت أجسادهم وقد قطعت رؤوسهم، والعداء يحيطون بهم من كل جانب، وهم يحرقون خيام النساء والأطفال ويعتدون على الحرمات، ومع كل تلك الأهوال والمصائب، ظلت السيدة زينب صامدة صابرة محتسبة، وواجهتها بشجاعة كبيرة.

وعند استشهاد الحسين رضي الله عنه، سيقت النساء أسيرات وسبايا، فقفت السيدة زينب تقول: "يا محمداه يا محمداه هذا الحسين في العراء، مزمَّلٌ بالدماء، مقطعُ الأعضاء. يا محمداه هذه بناتك سبايا، وذريتك قتلى، تسفي عليها الرياح".

وبعد نهاية معركة كربلاء، رحلت السيدة زينب إلى المدينة المنورة، ثم قررت الخروج إلى مصر بعدما علمت من حب أهلها لآل بيت النبوة.

 

دخول السيدة زينب مصر

ودخلت السيدة زينب مصر أوائل شعبان عام 61هـ، وكان معها أبناء الإمام الحسين فاطمة وسكينة وعلي زين العابدين، ووقتها استقبلها أهل مصر استقبالا عظيما ومهيبا، ووافقت على الإقامة في دار والي مصر مَسْلَمةُ بن مخلد الأنصاري، والذي توفيت ودفنت فيه، وهو مسجد السيدة زينب حاليا.

وتقول بعض المصادر إن السيدة زينب رضي الله عنها توفيت سنة 62 ه، في المنزل الذي كانت تقيم فيه، ودفنت في حجرتها التي بنيت بعدها فوقها القبة الشهيرة في مسجد السيدة زينب المعروف.

ولكن مؤرخون آخرون، يقولون إن السيدة زينب توفيت ودفنت في دمشق، وإن قبر السيدة زينب في القاهرة يعود إلى السيدة زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنور بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

 

استقبال المصريين للسيدة زينب

ويذكر أن السيدة زينب عندما وصلت إلى مدينة بلبيس خرج المصريون لاستقبالها، وأكرموها وحملوها في الهودج، وأوسعوا لهم في الكرامة، وأنها عندما وجدت هذه لحفاوة والتكريم، دعت لأهل مصر، وقالت: "يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجا".

وللسيدة زينب بنت علي، العديد من الألقاب، ومنها: أم هاشم، وصاحبة الشورى، وعقيلة بني هاشم، والطاهرة، ورئيسة الديوان، وأم العواجز، وام العزائم، والسيدة

تم نسخ الرابط