الأولى و الأخيرة

مشاهد مرعبة في المقابر الجماعية

"كلهم ماتوا".. أين يدفن أهالي قطاع غزة شهدائهم؟

موقع الصفحة الأولى

مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتكاب العديد من المجازر في شمال القطاع وجنوبه، تخطى عدد الشهداء العشرين ألف، بخلاف من هم تحت الأنقاض ولم تستخرج جثامينهم بعد، والذي تخطوا الآلاف، ويثور السؤال: أين يدفن أهالي غزة شهدائهم؟

 

مشاهد مرعبة من قطاع غزة

فالمشاهد والأخبار الواردة من قطاع غزة مرعبة، ومع تواصل القصف على جميع مناطق القطاع، لم يعد لأهالي غزة مكانا يختبئون فيه أحياء، أو يدفنوا فيه موتاهم، لتتوالى مشاهد دفن الشهداء في مقابر جماعية، داخل المستشفيات وخارجها.

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، قال إن كل مستشفيات شمال غزة خرجت من الخدمة، باستثناء مشفى المعمدانى، والتي قدم خدمات محدودة، كما يمنع الاحتلال أي حركة لسيارات الإسعاف إلى مجمع الشفاء الطبي، لتخيم رائحة الجثث على جميع أقسام المجمع، خاصة وأن القصف المتواصل يمنع دفن الشهداء.

وكانت قناة إكسترا نيوز عرضت تقريرا، كشف عن جرائم الاحتلال في قطاع غزة، حمل عنوان «جثامين شهداء غزة في مرمى نيران الاحتلال»، والذي كشف عن أن العدوان المتواصل على القطاع، لا يقف على استهداف الفلسطينيين الأحياء فقط، بل طال الشهداء أيضا، ليصبح من الصعب دفن جثامينهم بالشكل الصحي واللائق.  

مقابر جماعية في مستشفيات غزة

وقالت القناة إن مستشفيات قطاع غزة تحولت إلى مقابر جماعية، وإن ثلاجات الموتى لا يوجد فيه مكان لأي جثث أخرى، فضلا عن أنها توقفت عن استقبال المزيد من الشهداء نتيجة لانقطاع الكهرباء، ولذلك، يتم دفن الشهداء في أي قطعة أرض متوفرة.

ومن بين المشاهد المؤلمة، انتشال جثتي طفلتين من تحت أنقاض منزلهما المدمر، في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ليتم دفنهما خلف سور مدرسة تابعة للأونروا في المخيم، حيث لحقت الشهيدتان بحوالي 16 شهيدا من أصل 32 على الأقل بقوا تحت الأنقاض، بعد استشهادهم في قصف جوي إسرائيلي عل مخيم جباليا منتصف أكتوبر الماضي، ليدفنوا في نفس المكان.

وأكد التقرير أن عشرات الجثث كانت ملقاة على الأرض بين المنازل، وفي الشوارع والطرقات والأزقة، وهناك المئات من الجثث مازالت تحت أنقاض المنازل المدمرة، ولم يتمكن الغزاويون من دفنها، حيث يستهدف الاحتلال كل من يتحرك في تلك المناطق.

 

دفن الشهداء في كل مكان وأي مكان

ويضطر أهالي قطاع غزة لدفن شهدائهم في أي مكان، سواء كان قطعة أرض بالأسواق أو الشوارع أو الساحات العامة، وبالطبع في ساحات المستشفيات، وحتى في منازلهم، نتيجة عدم تمكنهم من الوصول إلى المقابر لخطورة التحرك تحت نيران الاحتلال.

وينذر تراكم جثث الشهداء في الشوارع، بانتشار الأمراض والأوبئة، وهو ما يهدد بكارثة صحية أخرى في القطاع المنكوب.

وكان ملتقى دعاة فلسطين، أصدر فتوى أوائل نوفمبر 2023، بجواز دفن جميع الشهداء الفلسطينيين في غزة دون حتى التعرف عليهم، بعد التحذير من أن بقاء الجثث ملقاة في الشوارع والمستشفيات سيتسبب في كارثة صحية على الأحياء نتيجة تحللها لعدم القدرة على الحفاظ عليها بسبب انقطاع الكهرباء.

وقال ملتقى دعاة فلسطين، إن تلك الفتوى تأتي بسبب ما يجري في قطاع غزة من إبادة جماعية على يد العدوان الإسرائيلي وحلفائه، مع زيادة أعداء الشهداء، خاصة وأن الكثير منهم مجهول الهوية، إضافة إلى تكدس ثلاجات الموتى والخيام وممرات المستشفيات بهم، مع انقطاع الكهرباء وحالة الجو والأوضاع المأساوية في قطاع غزة.

وكان مسؤول بالهلال الأحمر الفلسطيني في شمال غزة، حذر من التداعيات الخطيرة بسبب عدم تلبية الخدمات العلاجية الضرورية للمصابين، نتيجة نقص المستلزمات الطبية.

وقال إن الهلال الأحمر الفلسطيني يضطر إلى تكفين ودفن المئات من الشهداء يوميا في أماكن غير رسمية، وفي أكفان غير شرعية.

كارثة لم تحدث في التاريخ

ووصف مسؤول الهلال الأحمر الفلسطيني ما يحدث في قطاع غزة، بأنه كارثة لم تحدث في التاريخ بسبب العدد الضخم من الشهداء والمصابين الذين يتم إحضارهم للمستشفيات على مدار الساعة.

ومن بين المشاهد المأساوية أيضا، عندما اضطر الأطباء الفلسطينيين في خان يونس جنوب قطاع غزة، إلى دفن جثامين 111 شهيدا فلسطينيا في مقبرة جماعية، بعدما احتجزهم الاحتلال الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي ومستشفى بيت حانون.

وكشفت الصور التي نشرها مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين عدد كبير من جثامين الشهداء، نقلت عبر حافلة ضخمة بشكل جماعي إلى منطقة خان يونس، لدفنها في مقبرة جماعية هناك.

ويقول منير البرش، مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية، إن الوزارة لجأت إلى حفر مقبرة جماعية في مستشفى الشفاء، بعد أن منعت قوات الاحتلال التنسيق مع الهلال الأحمر لدخول الشاحنات لإخراج الشهداء من المستشفى تمهيدا لدفنهم. 

تم نسخ الرابط