الأولى و الأخيرة

موقع الصفحة الأولى

بعد إحدي صلوات اليوم الخمسة صافحني بقوة مرحباً و وجهه انفرجت اساريره طالباً التعارف والتعريف بما تقوم به جماعة التبليغ في المسجد .. عرفني علي باقي الجماعة التي لاحظت التزامي في الصلوات وبخاصة الفجر و الظهر واحياناً جميع الصلوات .

 

كنا في عام ٢٠١١ بعد ثورة ٢٥ يناير و أحداث حظر التجوال فالغالبية كانوا بمنازلهم وحدود تحركاتهم الشارع الذي يقطنون فيه .. كان الشارع الذي اسكن فيه بمستعمرة فيصل ملئ بالزوايا بين كل زاوية وزاوية زاوية أخري .. المهم علمت أنهم من جماعة التبليغ والدعوة ونشاطهم قائم علي وصية الرسول " بلغوا عني ولو آيه " لهم طقوس تبدأ بعد صلاة الفجر منهم من بجلس يتلوا القران حتي الشروق بعد ان تنتهي الجماعة من جلسة القران الجماعية التي تقتضي تلاوة كل واحد من الجالسين صفحة من القرأن و يبدأ العمل الجماعي بعد صلاة العصر حسب الترتيب يخرج اثنين او ثلاثة يجوبون الشوارع قاصدين المحلات والمقاهي… يدعون الناس للصلاة في المسجد .. ويروي احدهم حديث او آيه وقد لا يعلم تفسيرها او ظرفها المكاني والزماني و فقه العبادات .. وتنتهي الجولة لتبدأ جولة أخري بعد صلاة المغرب الي صلاة العشاء و تكون بزيارة الشقق و العمارات وطرق الابواب ومن السكان من يستقبلهم ومنهم لا.

وعقب صلاة العشاء تنعقد جلسة المشورة التي يكون لاحدهم وقت يمسك فيه كتاب رياض الصالحين يروي منه حديث او اثنين وقد يتكرر هذا بعد كل صلاة .. وخلال هذا البرنامج الذي يبدو أنه روحاني يتم الحديث عن رحلات الخروج في سبيل الله و منه ما هو داخل مصر او خارجها. 

 

بالنسبة للداخل فتكون ٣ أيام أو إسبوع أو شهر أو ٤٠ يوماً أو ثلاثة شهور و يشد فيها الرحال الي أماكن بعيدة يمارسون فيها نفس النشاط ويتم استضافتهم من قبل من ينتمون لنفس الجماعه في هذه المناطق و ترتب الاقامة داخل احد المساجد.

فالخروج ثلاثة ايام في الغالب يكون في مناطق قريبه داخل نفس المحافظة اما الاسبوع فيكون في محافظة اخري اما الشهر فقد يشكل اكثر من محافظة وكذلك المدد الاخري.

اما الخروج في سبيل الله خارج مصر فيكون شهر او ٤٠ يوماً او ثلاثة شهور او سنة كاملة وتكون لاحدي الدول التي تحتاج الي دعاة مثل بنجلادش والهند و باكستان وافغانستان و يدري احدهم ما اللغة التي يتحدث بها هؤلاء و ما الفقه والثقافة التي ستكون مدخلهم الي عقولهم .. الامر يبدو عجيباً ومريباً أيضاً.

ونظراً لاحتياجي الي الالتزام والتقرب من الله رافقتهم في بعض الامور التي لم تخرج عن حدود المسجد عدا خروج ليوم واحد في احدي مساجد كرداسة ولا اتذكر اسمه.. وبدأ الحديث عن المشايخ قادة جماعة التبليغ والدعوة وعن مركز طموه وما يقدمه من خدمات وعقد جلسات الذكر و القرأن و التسبيح .. وذات يوم قصدتني صديقة تطلب شيخاً يحاور نجلها البالغ لقدومه علي اعتماق المسيحية .. في البداية تحدثت مع ضابط بجهاز الامن الوطني ليرشح لي شيخاً يفقه الامر .. بعدها قررت عرض الامر علي هذه الجماعه التي ما ان سمعت مني الموضوع وكانهم اسقط في يديهم و طلبوا وقتاً لاخد المشوره من الشيخ القائد و انتهي قرارهم بعد الخوض في تجربة الحوار .. وبالفعل اعتنق الشاب النصرانيه و سافر مع الفتاة التي أقنعته بذلك الي الولايات المتحدة الامريكية .. زاد عدد المنضمين لهذه الجماعة وبدأت ألاحظ الاهتمام البالغ ببعض المنضمين الجدد خاصة وأن منهم من سلك سريعاً للهيئة المطلوبة وارتدي الجلباب القصير وتحته السروال و الشبشب و عصبة الرأس معتقدين ان كل هذا تشبهاً بسيد الخلق محمد .. لا أدري لماذا شعرت بان هذه الجماعة تعد مفرخة ومرحلة فرز للمجاهدين والمقاتلين في صفوف القاعدة و داعش فيما بعد أو أي تنظيمات إرهابية.

وكعادة هذه التنظيمات هناك عقد ميته بين كل مرحلة ومرحلة وبين كل صف وصف وفي الغالب الغالبية العظمي من المنضمين يكونوا حسني النية لا يدرون انهم في مرحلة فرز وتجنيب ودراسة تدار من خلف الستار ولا يعلم ساعة الصفر لاستنطاقك ودفعك لطلب حمل السلاح وقتال الكفرة والمرتدين وانا مقتنع وبكامل قواك العقلية انه طريقك الي الجنة فالبيئة حولك أعدت لسد أي منفذ لمراجعة الافكار الخبيثة التي إمتلأ بها عقلك فجأة تتذكر أنك خرجت من مصر في رحلة الخروج في سبيل الله لا لشئ أخر ولا تجد واقع للحظة الني حملت فيها السلاح لقتل نفس حرم الله قتلها الا بالحق.

[email protected]

تم نسخ الرابط