الأولى و الأخيرة

ما لا تعرفه عن..

أسيوط عاصمة الوجه القبلي.. وصفها ابن بطوطة بالبديعة واحتضنت أول جامعة إقليمية

موقع الصفحة الأولى

ظهرت مدينة أسيوط عام 4000 قبل الميلاد، وهي أكبر مدن صعيد مصر، كما أنها احتضنت أول جامعة إقليمية وهي جامعة أسيوط، وفرع الأزهر أيضا بكلياتها العلمية والدينية المختلفة، تبعد عن القاهرة مسافة 375 كم، وازدهرت أسيوط كمركز سياسي وتجاري مهم في مصر القديمة، وزارها الرحالة الشهير ابن بطوطة في عام 1517 ميلادية، ووصفها بأنها المدينة الرفيعة ذات الأسواق البديعية.

سبب التسمية

عندما انضمت أسيوط إلى طيبة عاصمة البلاد في نضالها ضد الهكسوس الغزاة، أطلق عليها اسم "سوت"، والتي تعني حارس باللغة الهيروغليفية، وحينها تكونت أقدم امبراطورية عرفها التاريخ، ومنها دخل اسمها اللغة القبطية "أسيوط".

كما أطلق عليها البطالمة اسم مدينة الذئب، في فترة حكمهم لمصر، نسبة إلى أن سوت كانت أهم مراكز عبادة وبواوات المعروف بفاتح الطريق، وكان أوزوريس معبودا في صورة ذئب أيضا، كما أن هو نفس الاسم الذي أطلقه الرومان عليها فيما بعد، حيث كانت قاعدة عسكرية مهمة وقتها.

 

ازدهار مدينة أسيوط 

 ازدهرت وتوسعت مدينة أسيوط في عهد محمد علي، لأنه كان يحرص على زيارة المدينة، كما حارب فيها المماليك وانتصر عليهم في موقعة منقباد عام 1807 ثم عين ابنه إبراهيم باشا حاكماً للصعيد بداية من عام 1811، واتخذ إبراهيم باشا من أسيوط مقراً له وبنى له قصراً تحول فيما بعد إلى مبان حكومية.

 ومع تقسيم مصر إلى سبعة أقاليم صارت أسيوط تابعة لإقليم جرجا، ولكن كانت الطفرة الكبرى في تاريخ المدينة في عهد إسماعيل حيث مد خط السكك الحديدية إلى أسيوط عام 1872، الأمر الذى سهل اتصالها بالقاهرة ولدخول الكثير من البعثات العلمية والإرساليات الأجنبية إلى أسيوط، مما أدى إلى انتشار الثقافة الحديثة بين أهالي المدينة، ومع إزالة الكثير من التلال داخل المدينة ارتفعت المساجد والكنائس والمباني الفخمة والوكالات وحفرت ترعة الإبراهيمية وأنشئ أول فندق بالمدينة وبنى أول مستشفى حكومي.

 كما صارت أسيوط مديرية مستقلة بذاتها، وفى عهد الخديوي عباس حلمى الثاني أنشئت قناطر أسيوط عام 1903، وساعد إنشاؤها على نمو المدينة،  وفي عهد فؤاد أنشأُ مكتبة ومبنى المجلس المحلي وافتتح مدرستها الابتدائية والمعهد الديني وداراً للإسعاف ومحكمة الاستئناف، وأول مدرسة ثانوية للبنات، وفى عهده ظهرت الكثير من الأندية الرياضية والشوارع والميادين الجديدة بالمدينة، وفى عهد فاروق شهدت المدينة بعض الإنجازات أبرزها مشروع تقوية قناطر أسيوط في أواخر الثلاثينيات، علاوة على بعض المدارس والمكتبات العامة والمنشآت الخدمية الأخرى.

جامعة أسيوط

  في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر شهدت أسيوط إنشاء أول جامعة بها وهي الجامعة التي تحمل اسم المدينة، والواقع أن فكرة الجامعة تعود إلى عام 1949، حينما قرر مجلس الوزراء إنشاء جامعة تحمل اسم محمد على في أسيوط ولكن ظل الأمر حبراً على ورق حتى فترة ما بعد الثورة وتحديداً عام 1955 حينما مضت حكومة الثورة قدماً في مشروع الجامعة وبدأت الدراسة في كليتي العلوم والهندسة في جامعة أسيوط أواخر عام 1957.

أبرز أعلام أسيوط

وتعد أسيوط اليوم أكبر مدن الصعيد على الإطلاق وهي مركز زراعي وصناعي وتجارى وسياحي، وربما السمة المميزة لأسيوط هو الطبيعة الخاصة لسكانها والتي تبدو أكثر انفتاحاً على ثقافات العالم، نظراً للبعثات العلمية والمدارس الأجنبية التي أسست في أسيوط منذ عقود طويلة، علاوة على انتشار تعليم البنين والبنات فيها منذ أكثر من قرن، ولا تزال المدينة إلى يومنا هذا تحمل كثيراً من رونقها القديم ولا تزال أكبر وأهم مدن الصعيد.

خرج من أسيوط الكثير من الأعلام في تاريخ مصر أبرزهم الزعيم عمر مكرم، والإمام جلال الدين السيوطي، والزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والشيخ حسنين مخلوف مفتى الديار المصرية الأسبق، والشيخ الباقوري وزير الأوقاف، في عهد عبد الناصر، وكمال حسن على رئيس وزراء مصر الأسبق، والأديب مصطفى لطفى المنفلوطي، والصحفي الراحل أحمد بهاء الدين، والشاعر محمود حسن إسماعيل، وكثير من أعلام مصر الأخرين.

تم نسخ الرابط